|
القس جونز قال إن قراره جاء بعد اتفاق على تغيير موقع مركز إسلامي في نيويورك (الفرنسية)
| تراجع القس الأميركي تيري جونز عن خطته لحرق نسخ من المصحف الشريف غدا السبت في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وأكد أنه اتخذ قراره بعد توصله لاتفاق مع زعماء مسلمين على نقل موقع مشروع مقترح لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد في نيويورك بعيدا عن موقع الهجمات.وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع روبرت غيتس اتصل بالقس جونز وحثه على عدم المضي في خططه لحرق المصحف قدما. وقال مراسل الجزيرة في نيويورك ناصر الحسيني إنه يبدو أن هناك مقايضة لإيجاد حل وسط بأن يتراجع القس جونز عن خططه لحرق المصحف مقابل موافقة إمام مسجد نيويورك على نقل موقع بناء المركز الإسلامي في المدينة بعيدا عن موقع هجمات سبتمبر/أيلول. ومن جهتها ذكرت مصادر قريبة من إمام مسجد نيويورك إن الإمام لم يوافق على نقل المشروع بعيدا عن موقع مركز التجارة العالمي في المدينة.
ونفت المصادر في تصريحات لرويترز زعم راعي القس جونز أنه تم التوصل إلى اتفاق على نقل المشروع.
وقال مصدر -تحدث شريطة عدم الإفصاح عن اسمه- إنه لا وجود لأي اتفاق، ولم تجر أي مناقشات مع القس جونز.
أوباما يحذر
|
أوباما حذر من أن خطة حرق المصحف ستتيح للقاعدة تجنيد مفجرين انتحاريين (الفرنسية)
| وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن خطة القس جونز لحرق المصحف، ستقوي تنظيم القاعدة وتعرض الجنود الأميركيين في أفغانستان والعراق للخطر. وقال أوباما -في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا أميركا" الذي تبثه قناة أي بي سي- إن خطة القس جونز قد تمنح تنظيم القاعدة القدرة على القيام بتجنيد المزيد من الأشخاص المستعدين لتفجير أنفسهم في مدن أميركية وأوروبية. وأضاف أوباما منتقدا جونز "آمل فقط أن يفهم أن ما يقترح القيام به يتناقض تماما مع قيمنا"، مشيرا إلى "أن الولايات المتحدة بنيت على مبادئ الحرية الدينية والتسامح الديني".
وتابع "بصفتي قائد القوات المسلحة في الولايات المتحدة، أريده أن يفهم أن هذه المجازفة قد تعرض شبابنا وشاباتنا في العراق وأفغانستان لخطر كبير"، معربا عن أمله في أن يفهم جونز أن ما يقوم به هو عمل مدمر.
وقال أوباما إن الموقف يبدو مخيبا للآمال، وإنه ما من شيء يمكن فعله بموجب القانون الأميركي للتصدي للقس غير تطبيق إجراءات محلية عليه، منها حظر الإحراق العلني. وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إن البيت الأبيض لا يمكن أن يتدخل لوقف ما يعتزم القس فعله، بل يطالب فقط، وذلك لأن الدستور الأميركي يضمن حرية المعتقد والشعائر الدينية وحرية التعبير.
وأشار إلى أن البيت الأبيض أمام حالة قانونية لا يعرف كيف يتم تجاوزها دون المساس بحقوق القس القانونية.
|
الإنتربول يحذر وقبل ذلك حذرت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، الحكومات في شتى أنحاء العالم من زيادة خطر وقوع هجمات "إرهابية" إذا مضى القس جونز في خطته الخاصة بحرق بعض المصاحف. وقال الإنتربول في بيان "إذا مضت عملية إحراق المصحف المقترحة قدما كما هو مزمع، فمن المرجح إلى حد بعيد أن تعقب ذلك هجمات عنيفة على أبرياء"، وأضاف الإنتربول أنه يتحرك بناء على أسباب من بينها طلب من باكستان.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الدستور يكفل حرية التعبير والتجمع والعقيدة وإن هذا يمنعهم من حظر هذا الحدث. لكن السلطات المحلية حذرت جونز من أنه سينتهك قوانين المدينة إذا مضى قدما دون الحصول على الإذن اللازم. وقد رفض مسؤولو المدينة بالفعل منحه إذنا بالإحراق.
شجب
|
القرضاوي: من واجبات الأمة الإسلامية الدفاع عن مقدساتها وحرماتها (الجزيرة-أرشيف)
| وقد توالت الردود الشاجبة لمساعي القس الأميركي لحرق القرآن الكريم على مختلف الصعد الدينية والسياسية والشعبية. فقد شجب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له خطة حرق المصحف الشريف. وقال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد "إن من واجبات الأمة الإسلامية الدفاع عن مقدساتها وحرماتها، فهناك من يستخف بها، لذا ينبغي عدم السكوت على الأذى". واستنكر مؤسس شبكة "أركداش" للصداقة والمصالحة مع المسلمين في بريطانيا القس فرانك جلي خطة القس الأميركي، واصفا إياه بأنه "شخص مجنون ومختل التوازن". ودعا في مقابلة مع الجزيرة السلطات الأميركية إلى وضعه في مستشفى للمجانين أو إعطائه حقنة تعيد له وعيه. واستنكر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر هذه الخطوة ووصفها بأنها إهانة خطيرة, وقال بيان صادر عن الفاتيكان إن "أعمال العنف المؤسفة لا يمكن الرد عليها بخطوة خطيرة ومثيرة للغضب ضد كتاب مقدس لطائفة دينية".
وفي ألمانيا قال القس ستيفان ألباروهز -وهو زعيم كنيسة إنجيلية ألمانية أسسها جونز نفسه بمدينة كولونيا بغرب ألمانيا في الثمانينيات- إنه "مصدوم ومفاجأ" بموقف جونز، لكنه لا يتوقع له أن يرضخ للضغوط ويتراجع عن قراره.
كما دان المجلس المركزي لليهود بألمانيا -الذي يعتبر أكبر جماعة يهودية ألمانية- خطط إحراق المصحف ووصفها بأنها مروعة وبغيضة. وقالت رئيسة المركز شارلوت نوبلوخ إن هذه الخطوة تحيل إلى الأذهان عملية إحراق كتب الأدب "غير الألماني" التي نظمها الحزب النازي عام 1933 بألمانيا.
|